مقدمة

عند مراجعتي لهذه القصائد قرّرت أن أتجاهلها تماماً، وأن أحرمها من النور الذي وهبته لأكثر من أربعين مجموعة شعرية.
ولكنني، وبعد كل إصدار، كنت أعود إليها، وأقلّب وريقاتها بتأنٍ بالغ، وكأنني أزينها بميزان الذاكرة: هذه كتبتها لأضحك أصدقائي وأفراد عائلتي، وهذه كتبتها لأخفّف من غيظي، وتلك لأنني أردت أن أكتبها.. وكانت، أي القصائد، تتغلب عليّ وتهمس في أذني:
ـ قيمتي الأدبية لا تقل عن قيمة باقي قصائدك.. فلا تحجبني.
وأمام إلحاحها هذا، لا يسعني إلا أن ألبي رغبتها، لا حباً بها، بل احتراماً لقارئي الذي من حقّه أن يطّلع على كل ما كتبت، فالكلمة، أية كلمة، متى عانقت الورقة، أصبحت ملك القارىء، وما على الشاعر سوى انتظار الحكم عليه.
أرجو أن تعجبكم.
شربل بعيني